الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠٢٥ - ٢٠:٣٧
شخصياتٌ مثل الإمام الراحل تجسيدٌ حقيقيٌ لتعاليم سيد الشهداء (ع)

وکالةانباءالحوزه؛ صرّح عضو مجلس خبراء القيادة أنّ الإمام الراحل كان مستعداً للشهادة أثناء الثورة، مؤكّداً أنّ استعداده هذا نابعٌ من التزامه بالتكليف الشرعي، و هو أمرٌ في غاية الأهمية. وأضاف: إنّ شخصياتٍ مثل الإمام الراحل هي التجسيد الواقعي لتعاليم سيد الشهداء (عليه السلام).

بحسب مراسل وكالة الحوزة في الأهواز، قال آية الله عباس الكعبي، عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة، خلال لقاءٍ مع النخب العلمية تحت عنوان "سيد الشهداء (ع) عبدٌ حقيقيٌ لله": إنّ جوهر الدين يتمثل في معرفة الله، والارتباط به، وعبادته بإخلاص. فإذا استطاع الإنسان تحقيق العبودية الحقيقية لله، فإنه سينال النفس المطمئنة وسيتحرر من حاجته إلى الخلق.

و أضاف قائلاً: إنّ هذه العبودية تمنح الإنسان القوة و القدرة اللازمة للوصول إلى مرتبة الخلافة الإلهية في مسيرته نحو الكمال. و على المستوى الاجتماعي و السياسي، إذا سارت البشرية في هذا الاتجاه، فستكون قادرة على بناء الحضارة.

و أشار عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية قم إلى حديثٍ عن الإمام الحسين (عليه السلام) يقول فيه: إنّ الله خلق الناس ليعرفوه. موضحاً أنّ المعرفة الحقيقية بالله و طريقة ارتباط الإنسان بالعالم تؤدي به إلى عشق الله و عبادته، و عندها يتحرر من حاجته للآخرين، بل و حتى من تعلقه بالكائنات الأخرى.

و أكّد آية الله الكعبي أنّ جوهر الدين يكمن في العبودية لله، و أنّ الحرية الحقيقية تتحقق من خلال هذه العبودية، حيث قال: الإنسان الحر لا يعبد الله من أجل الجنة أو خوفاً من النار، بل يعبده لأداء حق الله و السعي نحو الحقيقة.

و أوضح عضو مجلس خبراء القيادة أنّ الإنسان عادةً ما يحمل ثلاث شخصيات:

الشخصية الظاهرية، التي يعرضها للآخرين لكسب الاحترام و المكانة.

الشخصية اللائمة، التي يتمنى عبرها تحقيق أهدافه لكنه غالباً ما يعاتب نفسه عند الإخفاق.

الشخصية الباطنية، و هي تمثل جوهره الحقيقي، الذي قد يُدفن تحت تأثير الذنوب و المعاصي.

و بيّن أنّ الإنسان إذا أراد التغلب على هذه التناقضات الثلاث، فعليه أن يسعى لمعرفة الله، لأنّ العبودية الحقيقية له تؤدي إلى تحقيق النفس المطمئنة.

و أشار إلى أنّ النفس المطمئنة الحقيقية تتجسد في نفس سيد الشهداء (ع). فالإنسان الذي يبلغ هذه المرحلة من العبودية لم يعد يكترث لشيء، و هو على استعدادٍ للتضحية بكل شيء من أجل الله. و هكذا كان الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي قدّم روحه في سبيل المبادئ العظمى، حيث إنّ ولادة مثل هذا الإنسان تكون مقرونةً بالدموع و الآهات.

و أكد آية الله الكعبي أنّ الاقتداء بالأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا يتحقق فقط من خلال الاحتفال أو إقامة العزاء، بل من خلال السير على نهجهم في الجهاد في سبيل الله، و التضحية من أجل الدين، و الاستعداد لتحمّل التكاليف الكبرى.

و أضاف: من الشخصيات التي جسّدت هذه التعاليم عملياً في عصرنا الحديث هو الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، فقد كان خلال الثورة الإسلامية مستعداً للشهادة في سبيل أداء تكليفه الشرعي، و هذا أمرٌ بالغ الأهمية. فشخصياتٌ مثله تمثل التجسيد الحقيقي لمبادئ سيد الشهداء (ع).

و أشار إلى أنّ شخصياتٍ مثل الشهيد نواب صفوي و غيرهم، هم ممّن نهلوا من مدرسة سيد الشهداء (ع) و لم يروا إلا الله و العبودية له، و هذا ما يمكن ملاحظته في سيرة المجاهدين خلال ثماني سنواتٍ من الدفاع المقدس، حيث أصبح كلٌّ منهم عارفاً عظيماً، و من بينهم: الشهيد الحاج قاسم سليماني، الشهيد طهراني مقدم، الشهيد سيد حسن نصرالله، و شهداء المقاومة الكبار.

و أوضح آية الله الكعبي أنّ الإمام الراحل كان المعلم الأول لمدرسة الإمام الحسين (ع) في عصرنا، و أنّ الراية الحسينية اليوم بيد سماحة القائد، آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (مدّ ظله العالي).

و في الختام، شدّد عضو مجلس خبراء القيادة على أنّ على الأمة الإسلامية أن تجعل العبودية لله ثقافةً عامةً قائمةً على الإيمان، مؤكّداً أنّ الشعب الإيراني هو شعبٌ حسيني، و أنّ تحويل العبودية لله إلى ثقافةٍ عامةٍ كفيلٌ بحل جميع المشكلات و فتح أبواب النصر.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha